[size=21]اعلم أن من أعظم أسباب عدم الترقي في منازل السائرين إلى الله .. ( الشهوة الخفية ) .. والمقصود بها (الشهرة وحب المدح والثناء ) وهذه رسالة مفيدة للأخ – صالح المدني – اختصرتها لأهميتها .
• لماذا هلك أكثر الناس ؟ قال ابن قدامة المقدسي : أكثر الناس إنما هلكوا لخوف الناس وحب مدحهم .. فصارت حركاتهم كلها على ما يوافق رضا الناس رجاء المدح .. وخوفاً من الذم .. وذلك من المهلكات .
• مظاهر من الشهوة الخفية :
1- التصنع في الأقوال والأفعال : ل*ب المدح والبعد عن الذم .
2- نقد العلماء وتتبع الأخطاء : فيحصل له من نقل كلام الناس عنه الشهرة وانتشار الصيت .
• قال عبدالملك الجوعي رحمه الله : إذا رأيت الرجل يخاصم فهو يحب الرياسة .
3- والبعض الآخر يُظهر التباكي في حديثه والتماوت في مشيته ليقال هو ورع صالح .
4- افتعال المواقف والأعمال التي يبرز بها نفسه .
5- المسارعة في الفتوى وعدم التورع : حتى لا يوصف بالعجز وقلة العلم .
6- كثرة التغني بمآثره وإعجابه بنفسه ومدحها صراحة أو تلميحاً .
• أما عن ذم الشهرة وحب المدح والثناء - في الكتاب والسنة - فقدقال الله تعالى { تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتقين } . قال ابن كثير رحمه الله : لا يريدون علواً في الأرض ، أي ترفعاً على الخلق وتعاظماً عليهم . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم بأفسد لهما من حرص المرء على المال والشرف لدينه ] – رواه الترمذي - وقال صلى الله عليه وسلم : [ من طلب العلم ليماري به السفهاء ، أو ليباهي به العلماء ، أو ليصرف وجوه الناس إليه فهو في النار ] - رواه الترمذي -
• آثار السلف في ذم الشهرة :
• قال شداد بن أوس رضي الله عنه : أخوف ما أخاف على هذه الأمة الرياء والشهوة الخفية .
• قال بشر الحافي رحمه الله : ما اتقى الله من أحب الشهرة .
• قال أيوب السختياني رحمه الله : ما صدق عبد قط ،فأحب الشهرة ،وكان رحمه الله إذا غلبه البكاء قام .
• قال يحيى بن معين رحمه الله : ما رأيت مثل " الإمام أحمد بن حنبل " صحبناه خمسين سنة ، ما افتخر علينا بشيء مما كان فيه من الخير .
• قال سفيان رحمه الله : الشهوة الخفية : أن يحب أن يُحمد على البر .
• علاج الشهوة الخفية :
1- الالتجاء إلى الله سبحانه وتعالى وطلب العون والتوفيق منه .. والإكثار من التضرع والخضوع والإن*ار بين يديه سبحانه .. وسؤاله الإخلاص والتجرد في الأقوال والأفعال .
2- مجاهدة النفس وإلزامها بطاعة الله والصبر على ذلك .
3- الاعتراف بالتقصير و قبول النقد والنصيحة وعدم الأنفة والكبر .
4- سد جميع الطرق المؤدية إلى الشهرة ومن ذلك ( إسكات المادحين لك في وجهك ، عدم المجادلة والخوض في المناظرات والمراء ، تذكر حال السلف الصالح والاقتداء بهم ، في عدم التسرع في الفتوى والقول بغير علم ).
5- الزهد في الدنيا وملذاتها واستشعار حقارتها وهوانها على الله .
6- الطمع بما أعده الله للمخلصين الصادقين من النعيم المقيم في دار كرامته .
• أخي الكريم .. تجرد في أقوالك وأفعالك و أخلص لخالقك .. واعلم أن النفس تحب الرفعة والعلو على أبناء جنسها .. ومن هنا نشأ الكبر والحسد .
• ولكن العاقل : ينافس في العلو الدائم الباقي الذي فيه رضوان الله وقربه .. ويرغب عن العلو الفاني الزائل الذي يعقبه غضب الله وسخطه وانحطاط العبد وبعده عن الله عز وجل .
• أخي الحبيب ... قد ترتاح لمدح الناس لك وتتلذذ و فيه هلاكك ..
• قال شيخ المالكية سعيد بن الحداد رحمه الله : ما صد عن الله مثل طلب المحامد .. وطلب الرفعة .
قال صلى الله عليه وسلم : [ إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي ] – رواه مسلم -[/size]