السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الله الرحيم
معنى الإحتساب
الاحتساب في الأعمال الصالحة,لطلب الأجر وتحصيله بالتسليم والصبر، أو باستعمال أنواع البر, طلباً للثواب المرجو منها,إن الاحتساب عمل قلبي، لا محل له في اللسان، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا بأن النية محلها القلب, وأنت عندما تحتسب الأجر من الله ذلك يعني أنك تطلبه منه تعالى، والله عز وجل لا يخفى عليه شيء قال الله تعالى ( قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ)والعمل لابد فيه من النية,فالذى يحتسب وينوي بعمله وجه الله فهو لله،والذى ينوي بعمله الدنيا فهو للدنيا,والنيات تختلف اختلافاً عظيماً, بعيداً كما بين السماء والأرض،فإن نويت الله والدار الآخرة في أعمالك الشرعية حصل لك ذلك، وإن نويت الدنيا فقد تحصل وقد لا تحصل,قال تعالى(مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ)لابد أن يجني هذا العمل الذي أراد به وجه الله والدار الآخرة,وهذا يعني أن تحرص على الأحتساب,ولا تنسي كذلك أجر احتساب النية الصالحة الذي لا يضيعه الله أبدا ,حتى وإن لم تتمكن من أداء العمل الصالح الذي تنوي القيام به,أن الإنسان لما كان قادرأّ أن يعمل العمل الصالح ثم عجز عنه فيما بعد فإنه يكتب له أجر العمل كاملاً، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال(إذا مرض العبد أو سافر كتب له ما كان يعمل صحيحاّ مقيماّ)واحتسب الأجر حتى تحقق الغاية التي خلقت من أجلها،لأن خروجك إلى الحياة حدث عظيم ترتب عليه أمور كُلفت بها وتحاسب عليها,فإنه ينبغي للمسلم أن يكون همه وقصده في هذه الحياة تحقيق الغاية التي خلق من أجلها، وهي عبادة الله تعالى، والفوز برضى الله ونعيمه، والنجاة من غضبه وعذابه، وأن يحرص، على أن تكون نيته في كل ما يأتي وما يذر خالصة لوجه الله تعالى ,إن حرصك على احتساب الأجر في جميع أمورك سوف يجعلك في عبادة مستمرة لا تنقطع فتكون قد قمت بما خلقك الله له، قال الله تعالى(وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)والإحتساب يميز العادة عن العبادة، فالعبرة في ذلك كله على النية,أنت بحاجة ماسة, إلى احتساب النية الصالحة لأن جميع الأعمال مربوطة بالنية ، ويدل لذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى)التقرّب إلى الله تعالى بجمع أكبر قدر ممكن من الحسنات عن طريق محاولة احتساب أجور الأعمال,في حياتكِ اليومية, كالطبخ والتنظيف ,وتربية الأبناء, ومساعدة الآخرين وتقديم النصح والدلالة على
أبواب الخير,وقد يفتح الله عليكِ فيوفقك ِ لإحتساب أمور أخرى,قال تعالى( ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم )
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يصلح نيتي ونواياكم, وأن يحفظني وإياكم من الرياء والسمعه, وأن يجعلني وإياكم ممن يخلصون العمل وأسأله سبحانه ان لا يجعل للشيطان علينا مدخلاّ ,وان يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته.