[font:9861=Arial][size=16][font:9861=comic sans ms][size=25][color:9861=#a0522d]تقول صاحبتها :
[/color][/size][/font][font:9861=comic sans ms][size=25][color:9861=#a0522d]أنازوجة وأم لابن وبنت، ومنذ أن بدأت حياتي مع زوجي ونحن نعيش حياة رغدة، وقداستعنت طوال حياتي الزوجية على تربية أولادي بمربيات عديدات، وكانت كلواحدة منهن لا تمكث عندي أكثر من شهرين ثم تفر من قسوة زوجي العدوانيةبطبعه، فقد كان يتفنن في تعذيب أي مربية تعمل عندنا، ولا أنكر أنني شاركتهفي بعض الأحيان جريمته.
ولما صارت ابنتي في السابعة من عمرها وابني في المرحلة الإعدادية،جاءنامزارع من معارف زوجي يصطحب معه ابنته الطفلة ذات الأعوام السبعة فاستقبلهزوجي بكبرياء وترفع.
[/color][/size][/font][size=25][font:9861=comic sans ms][color:9861=sienna]قالالمزارع البسيط: أنه أتى بابنته لتعمل عندنا مقابل عشرين جنيها في الشهر،فوافقنا. وترك المزارع طفلته فانخرطت في البكاء وهي تمسك بجلباب أبيها،وانصرف الرجل دامع
العينين.
[/color][/font][/size][size=25][font:9861=comic sans ms][color:9861=sienna]بدأتالطفلة حياتها الجديدة معنا، فكانت تستيقظ في الصباح الباكر لتساعدني فيإعداد الطعام لطفلي، ثم تحمل الحقائب المدرسية وتنزل بها إلى الشارع وتظلواقفة مع ابنتي وابني حتى يحملهما أتوبيس المدرسة،وتعود إلى الشقة فتتناولإفطارها، وكان غالبا من الفول بدون زيت،وخبز على وشك التعفن، ثم تبدأ فيممارسة أعمال البيت من تنظيف ومسح وشراءالخضر وتلبية النداءات حتى منتصفالليل فتسقط على الأرض كالقتيلة
وتستغرق في النوم، وعند أي هفوة أو نسيان أو تأجيل أداء عمل مطلوب
ينهال عليها زوجي ضربا بقسوة شديدة، فتتحمل الضرب باكية صابرة،ورغم
ذلك فقد كانت في منتهى الأمانة والنظافة والإخلاص لمخدوميها، تفرح بأبسط الأشياء.
ورغم اعترافي بأني كنت شريكة لزوجي في قسوته على الخادمات وتفننه فيتعذيبهن، إلاَّ أنه كانت تأخذني الشفقة في بعض الأحيان بهذه الفتاة،لطيبتها وان*ارها فأناشد زوجي ألاَّ يضربها، فكان يقول لي: إنَّ هذاالصنف" من الناس لا تجدي معه المعاملة الطيبة.
واستمرت الفتاة تتحمل العذاب في صمت وصبر، وحتى حين يأتي العيد ويخرجطفلاي مبتهجين تبقى هذه الطفلة المسكينة تنظف وتغسل دون شقفة.
أما أبوها فلم نره إلاَّ مرات معدودة عندما يأتي لأخذ الأجرة، ثم يرسل أحدأقاربه لاستلام أجرتها الشهرية، كما لم تر أمها وأخواتها إلاَّ في ثلاثمناسبات محدودة: الأولى حين مات شقيقها الأكبر، والمرة الثانية حين مرضتمرضا معديا وخشينا على طفلينا من انتقال العدوى إليهما فأبعدناها إلىبلدتها، والمرة الثالثة عند وفاة أبيها.
وأنا أبكي الآن كلما تذكرت قسوة عقابنا لها إذا أخطأت أي خطأ، فقد كانزوجي يصعقها بسلك الكهرباء!! وكثيرا ما حرمناها من وجبة عشاء في لياليالبرد القاسية فباتت على الطوى جائعة، ولا أتذكر أنها نامت ليلة،عدة سنواتطويلة، دون أن تبكي!!
[font:9861=comic sans ms][size=25][color:9861=sienna]وتقول صاحبة القصة: وسوف تتساءل لماذا تحملت كل هذا العذاب ولم تهرب بجلدها من جحيمكم؟
وأجيبك: إن الفتاة حين قاربت سن الشباب خرجت ذات يوم لشراء الخضروات
ولم تعد، فسأل زوجي البواب عنها وعرف أنها كانت تتحدث لفترات طويلة مع شابيعمل لدى جزار بنفس الشارع، وأنه من المحتمل أن تكون قد اتفقت معه علىالزواج حتى ينتشلها من هذه الحياة القاسية.
ولكن لم يمض أسبوع حتى كان نفوذ زوجي قد تكفل بإحضارها منمخبئها،واستقبلناها عند عودتها استقبالا حافلا بكل أنواع العذاب، فقامزوجي يصعقها بالكهرباء وتطوع ابني بركلها بعنف، إلاَّ ابنتي فإنها كانتتتألم بما يفعل بهذه الخادمة المسكينة.
[font:9861=comic sans ms][size=25][color:9861=sienna]وعادتالمسكينة لحياتها الشقية معنا واستسلمت لمصيرها، فإذا أخطأت أو أجلت عملالبعض الوقت يضربها ضربا مبرحا، وكنا نستمتع ونخرج في الإجازات ونترك لهابقايا طعام الأسبوع، ثم شيئا فشيئا بدأنا نلاحظ عليها أن الأكواب والأطباقتسقط من يديها وأنها تتعثركثيرا في مشيتها، فعرضناها على الطبيب فأكد لناأن نظرها قد ضعف جدا وأنها
لا ترى حاليا ما تحت قدميها أي أنها أصبحت شبه كفيفة، ورغم ذلك لم نرحمهاوظلت تقوم بكل أعمال البيت وتخرج لشراء الخضر من السوق، وكثيرا ماصفعتهاإذا عادت من السوق بخضروات ليست طازجة، فأشفقت عليها زوجة البواب فكانتتشتري الخضروات لها حتى تنقذها من الإهانة والضرب.
واستمر الحال هكذا لفترة من الزمن، ثم خرجت الفتاة ذات يوم من البيت بعدأن أصبحت كفيفة تقريبا ولم تعد مرة أخرى، ولم نهتم بالبحث عنهاهذه المرة.
[font:9861=comic sans ms][size=25][color:9861=sienna]ومضتالسنوات فأحيل زوجي للتقاعد وفقد المنصب والنفوذ وتخرَّج ابني من الجامعةوعمل وتزوج وسعدنا بزواجه، اكتملت سعادتنا حين عرفنا أن زوجته حامل، وبعدمرور شهور الحمل وضعت مولودها، فإذا بنا نكتشف أنه كفيف لا يبصر، وكانتصدمة قاسية علينا، وتحولت الفرحة إلى حزن، وعرضناه على الأطباء ولكن بلافائدة. واستسلم إبني وزوجته للأمر الواقع،وأدخلنا حفيدنا حضانة للمكفوفين،وقررت زوجة ابني ألاَّ تحمل خوفا من
تكرار الكارثة.ولكن الأطباء طمأنوها وشجعوها على الحمل وشجعناها نحن أيضا،وحملت وأنجبت طفلة جميلة، وزف الطبيب إلينا البشرى بأنها ترى وتبصركالأطفال، وسعدنا بها سعادة مضاعفة، وبعد سبعة شهور لاحظنا عليها أن نظرهامركز في اتجاه واحد لا تحيد عنه، فعرضناها على أخصائي عيون،فإذا به يصدمنابحقيقة أشد هولا وهي أنهالا ترى إلاَّ مجرد بصيص من الضوء وأنها معرضةأيضا لفقد بصرها، فأصيب زوجي بحالة نفسية
فسدت معها أيامه وكره كل شيء ونصحنا الأطباء بإدخاله مصحة نفسية لعلاجه من
الاكتئاب.
وانقبض قلبي وتذكرت فجأة ال*يرة التي هربت من جحيمنا كفيفة بعد أن أمضتمعنا عشر سنوات ذاقت خلالها أهوال الصعق بالكهرباء والضرب والهوانوالحرمان، وساءت نفسي من الجزع، هل هذا عقاب السماء لناعلى ما فعلناه بها؟!
وأصبحت صورة هذه الفتاة اليتيمة التي أهملنا علاجها وتسببنا في كف بصرهاتطاردني في وحدتي، وتعلَّق أملي في عفو ربي عما جنينا في أن أجد هذهالفتاة وأكفِّر عما فعلناه بها.
[font:9861=comic sans ms][size=25][color:9861=sienna]وبعدالبحثوالسؤال عنها علمنا أنها تعمل خادمة بأحد المساجد، فذهبت إليها أخضرتهالتعيش معي ما بقي لي من ايامي، ورغم قسوة الذكريات، فقد فرحت بسؤالي عنهاوسعيي
إليها لإعادتها، وحفظت العشرة التي لم نحفظها وعادت معي تتحسس الطريق وأناأمسك بيدها، استقرت الفتاة معنا وأصبحت أرعاها بل وأخدمها هي وحفيديالكفيفين وأملي ودعائي لربي أن يغفر لي ما كان، وأن أقول لمن انعدمتالرحمة في قلوبهم: إن الله حي لا ينام فلا تقسوا على أحد فسوف يجيء يومتندمون على ما فعلتم في قوتكم وجبروتكم.[/color][/size][/font][/color][/size][/font][/color][/size][/font][/color][/size][/font][/color][/font][/size]
[size=25][font:9861=comic sans ms][color:9861=sienna][font:9861=comic sans ms][size=25][color:9861=sienna][font:9861=comic sans ms][size=25][color:9861=sienna][font:9861=comic sans ms][size=25][color:9861=sienna]أرجو أن يكون في هذه القصة عبرة في معاملة الغير، وخاصة الخدم والعمال ومن على شاكلتهم
[/color][/size][/font][/color][/size][/font][/color][/size][/font][/color][/font][/size][/size][/font]