أفضى القرار الاسرائيلي القاضي بتشغيل معبر المنطار "كارني" مرة واحدة كل أسبوع لإدخال القمح والأعلاف بدلا من تشغيله يومين كما كان عليه الحال منذ نحو شهرين إلى عجز ملحوظ في كميات الدقيق المتوفرة في أسواق غزة.
وأكد زياد الفرا مدير شركة المطاحن الفلسطينية أن المطاحن اضطرت إلى التوقف عن العمل عدة أيام خلال الفترة المذكورة، لافتاً إلى أن خفض أيام عمل معبر المنطار ليوم واحد انع* إلى حد ما على أعمال المخابز وإن كانت الأخيرة أقل تأثراً حتى الآن نظرا لتوفر كميات محدودة لديها من الدقيق.
وفي سياق أحاديث منفصلة أجرتها "الأيام" حول التداعيات المترتبة على خفض مدة تشغيل المعبر الذي بات يعمل أسبوعيا ليومين، أحدهما خصص لإدخال القمح والأعلاف والآخر لإدخال الحصمة وكميات محدودة من مواد البناء اللازمة لمشاريع تنفذها منظمات دولية، أشار الفرا إلى أن عمل المطاحن يعتمد بالأساس على تزويد المخابز ووكالة الغوث بالدقيق، موضحاً أنه لا يتوفر مخزون استراتيجي لدى المطاحن لتلبية احتياجات هاتين الجهتين منذ أكثر من شهر.
وبين أنه مع دخول كميات محدودة من القمح، أمس، عبر معبر المنطار استأنفت المطاحن عملية التشغيل بطاقة تتلاءم مع هذه الكميات، مشدداً على ضرورة تراجع الجانب الإسرائيلي عن قراره لتجنب حدوث أزمة حقيقية في كميات الدقيق المتوفرة في أسواق غزة خلال الفترة القريبة القادمة.
من جهته، أكد صبري أبو غالي أحد مستوردي القمح أن تشغيل معبر المنطار ليوم واحد أدى إلى تراجع حاد في كميات القمح المفترض دخولها إلى القطاع، مبينا أنه ما زال هناك نحو ستة آلاف طن من القمح استوردها منذ فترة محتجزة داخل إسرائيل ويتم إدخال جزء محدود منها كل أسبوع، ما يعني أن وصول هذه الكمية يتطلب فترة زمنية طويلة، حيث تقدر الكمية التي تدخل أسبوعياً القطاع بنحو 400 طن لأكثر من مستورد.
وتوقع أبو غالي أن تلمس أسواق غزة أزمة حادة في الدقيق خلال الأيام القريبة القادمة ما لم يتراجع الجانب الإسرائيلي عن قراره.
بدوره، شدد مسؤول لجنة إدخال البضائع رائد فتوح على ضرورة تراجع الجانب الإسرائيلي عن القرار، مؤكداً أن أسواق غزة تعاني حالياً من نقص ملحوظ في كميات الدقيق المتوفرة.
وأوضح أن المسؤولين عن المعابر في السلطة خاطبوا الجانب الإسرائيلي وطالبوه بالتراجع عن القرار، وأكدوا عدم ملاءمة معبر كرم أبو سالم لإدخال هذه السلعة.
ولفت إلى أن أداء معبري كرم أبو سالم والمنطار ما زال دون تغير جوهري في عدد الشاحنات وأصناف البضائع الواردة منذ نحو ثلاثة أشهر، نظراً لمواصلة الجانب الإسرائيلي منع دخول مستلزمات البناء التي يفترض أن تشكل أكثر من 50% من مجمل احتياجات أسواق غزة في حال فتح المعابر أمام مختلف السلع كما كان عليه الأمر قبل الحصار.
إلى ذلك، دخلت أمس إلى القطاع الدفعة الثانية عشرة من المركبات ليصبح إجمالي عدد المركبات التي سمح الاحتلال بدخولها منذ شهر تموز الماضي نحو 260 مركبة