:
:
:
:
[size=21][color:d2ca=#ff0066]
أخي أُخيتي ...هل تزودت للرحيل؟؟؟
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسناومن
سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن
لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.. أمابعد:
أخي الكريم: ماأحوجنا إلى وقفة متأملة.. مع حقيقة الموت.. تلك الحقيقة
المرّةالتي يرحل بها الإنسان من حياة إلى أخرى.. ومن دارإلى دار.
تلك الحقيقة التي حيّرتالعقول.. وحطّمت أماني الخلود.. وأجبرت الناس على
اختلاف منازلهم أن يروا الحياة محطة عابرة.. لا خلود فيهاولا قرار.
ففريق منهم أدرك سرّالحياة.. فآمن بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمدٍ
نبياًورسولاً، وعلم من دينه أن الحياة رحلة ابتلاء،يعبرها المؤمن مسافراً
إلى ربه، يرجوزاداً يبلغه إليه سالماً غانماً.
وفريق منهم أدرك تفاهة الحياة، وقصرها، واندثارها، بَيْدَ أنه ضلّ
الطريق،فاتخذها قراراً، ورضي بها منزلاً، ولم يعمل لزاد رحلته حساب! فهو
في تناقض واضطراب،وتضادٍّ وعذاب.
أخي الكريم: فمن أي الفريقين أنت؟ وهل أعددت زاداً للرحيل؟
أنت عابر سبيل
فرسول الله يوصيك أن تكون كذلك،ويقول: (كن في الدنيا كأنك غريبأو عابر
سبيل) [رواه البخاري]، وابن عمر رضي الله عنهما الذي وجه إليه رسول الله
هذه الوصية يقول: ( إذاأمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا
تنتظرالمساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك )رواهالبخاري
أخي: وسواءأعددت نفسك من العابرين لسبيل الحياة أم أعددت نفسك من الخالدين
المقيمين.. فأنت في النهاية سترحل ! وفي سائر الحالات أنت عابرها ! فمُنى
الخلود.. كالظل الزائل..([size=25][color:d2ca=#6699ff] وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون )الأنبياء:34.[/color][/size]
هكذا خلق الله الحياة.. وهكذا أرادها[/color][/size].(.[size=29][color:d2ca=#3300ff] كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبَقَى وَجْهُ رَبِكَ ذُو الْجَلالِ وَالإكْرَامِ) لرحمن:27،26.[/color][/size]
[size=21]
تفكر في لحظة احتضارك.. بم قد يختم لك.. وكيف يكون وقتها حالك !
تأمل فيالناس وقد تمايلت بحملك أكتافهم.. إذ حملوك.. فأقبروك ودفنوك وودعوك.. ولم يملك لك أحدهم نفعاً ولا ضراً..
كيف ستلاقي يومها ربك؟!
كيف ستدخل عالم البرزخ وحدك؟! كيف تجيب؟!
وهل ستسعد وقتها أم تخيب؟!
اعرض أعمالك وانظر ماذا قدمت.(.[size=25][color:d2ca=#0000ff] بَلِ الإنسانُ عَلَى نَفْسِهِ بصيِرة)[القيامة:14[/color][/size].
قال ابن الجوزي رحمهالله في نصيحته لابنه: ( ومن تفكر في الدنيا قبل أن
يوجدرأى مدة طويلة، فإذا تفكر فيها بعد أن يخرج منها رأى مدة طويلة، وعلم
أن اللبث في القبور طويل فإذا تفكر في يوم القيامة علم أنه خمسون ألف سنة،
فإذاتفكر في اللبث في الجنة والنارعلم أنه لا نهاية له، فإذا عاد إلى
النظر في مقدار بقائه في الدنيافرضنا ستين سنة مثلاًفإنه يمضي منها ثلاثون
سنة في النوم ونحو من خمس عشرة من الصبا، فإذا حسب الباقي كان أكثره
الشهوات والمطاعم والمكاسب، فإذا خلص ما للآخرةوجد فيه من الرياء والغفلة
كثيراً، فبماذا تشتري الحياة الأبدية؟ وإنماالثمن هذهالساعات !! )
[لفتةالكبد لابن الجوزي:16.
[/size]
[size=21][color:d2ca=#ff33cc]
قال إبراهيم التميمي رحمه الله: ( مثلت نفسي في الجنة آكل من ثمارها،
وأشرب من أنهارها، ثم مثلت نفسي في النار آكل من زقومها،وأشرب من صديدها،
وأعالج سلاسلهاوأغلالها، فقلت لنفسي أي نفس: أي شيء تريدين؟ قالت: أريد أن
أرد إلى الدنيا فأعمل صالحاً. قال: قلت: فأنت في الأمنية فاعملي.
واعلم أخي أن خير زادك في الرحيل هو زاد التقوى.. وَتَزَوَّدُوا فَإنَّ
خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى، وهي: اسم جامع لكل ما يحبه ويرضاه من القيام
بفرائضه، والتزام أوامره، واجتنابنواهيه، والمسارعة إلى محابه.
فصحح أخي مسارك.. وابذل جهدك لمعرفة حقيقة أعمالك.. أين تصرف نظراتك؟ وأين تخطوخطواتك؟ وبم تتكلم لفظاتك؟ وما هي آمالك وخطراتك؟
يا غافل القلب عن ذكرالمنيات *** عما قليل ستثوى بين أموات
فاذكر محلك من قبل الحلول به *** وتب إلى الله من لهو ولذات
إن الحمامله وقت إلى أجل *** فاذكر مصائب أيام وساعات
لا تطمئن إلى الدنيا وزينتها *** قد حان للموت يا ذااللب أن يأت
يقول ابن القيم رحمه الله: ( إن الغافل عن الاستعداد للقاء ربه
والتزودلمعاده بمنزلة النائم بل أسوأحالاً منه، فإن العاقل يعلم وعد الله
ووعيده.. لكن يحجبه عن حقيقة الإدراك، ويقعده عن الاستدراك سنة القلب وهي
غفلته التي رقد فيها فطال رقوده.. وانغمس في غمار الشهوات، واستولت عليه
العادات.. ومخالطة أهل البطالات.. ورضي بالتشبه بأهل إضاعة الأوقات، فهو
في رقاده مع النائمين.. فمتى انكشف عن قلبه سنة الغفلة بِزَجرَة من زواجر
الحق في قلبه، استجاب فيها لواعظ الله فيقلب عبده المؤمن.. ورأى
سرعةانقضاء الدنيا.. فنهض في ذلك الضوء على ساق عزمه قائلاً: يَاحَسْرَتَى
عَلَىمَا فَرَّطتُ فيِ جَنبِ اللهِ،فاستقبل بقية عمره مستدركاًبهاما فات،
مُحيياً بها ما أمات، مستقبلاً بها ما تقدم له من العثرات ) [الروح لابن
القيم:223
فاجعل أخي التقوى زادك.. واحذر الغفلة فإنها تًنسيك حقيقة سفرك.. وتغريك بزخرف الدنيا وتمنيك بالإقامة الزائفة..
وصلى الله على نبينا محمدوعلى آله وصحبه وسلم.[/color][/size]