[center][font:aa0d=arial black][size=21][color:aa0d=darkred]بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أَلـجـمـت الشـهوات بعض القلـوب
أُسرت أنـفـسُـهـم عـن نـعـيـم الـجـنـان,قـيـدوا بـحـبـال عـن مـنـافـسـة
الـطـائـعـيـن,اسـتحـجـرت , وأُنهـكَـت صـدورهم,أتدّعي أنك تبت, أتقول
بأنك ندِمت,عد بالزمن إلى الوراء قليلاً,حينما كان القلب قاس, وتذكر إحدى
معاصيك,
عندما تذكرت ذاك الذنب الذي اقترفته, ما الذي حصل لك,أشعرت بلذة تلك
المعصية, أم خالط الحزن قلبك,على سبيل المثال, كنتَ قد تركت سماع الأغاني,
وتذكرت أغنية ما بعد توبتك, إما أن تكون غمرتك السعادة ,أو ترقرقت الدموع
في عينيك ندماّ على ما ضيعته من وقت على سماعها,اعلم بأن سرورك بذنبك ما
هو إلا علامة لرضاك عنه,ألم تعلم بأن فرحك بتلك اللذة أشد ضرراّ من قيامك
بالذنب نفسه,فإن ذكرت ذنبك ولم تستطعم حلاوته ,فاعلم بأنها التوبة,قيل, وا
عجباّ من الناس, يبكون على من مات جسده ولا يبكون على من مات قلبه,قال صلى
الله عليه وسلم ( المؤمن يرى ذنوبه كأنه في أصل جبل يخاف أن يقع عليه,
والفاجر يرى ذنوبه كذباب وقع على أنفه فقال به هكذا, أي طار بيده, فطار)
رواه البخاري,لم لا نتعلق بربنا أكثر, فكلما تلعق القلب بالله, كان التأثر
بالذنب أسرع,فتُن* الرؤوس, وتُذرف الدموع ,لأنه حينها, يكون المرء قد عرف
قدر من عصاه,لا تستهن بالذنب,فالله مطلع عليه,والملائكة شهود عليه,ولو
تمكن وقار الله وعظمته, لما تجرأ وعصى الرحمن,قال صلى الله عليه وسلم( كل
أمتي معافى إلا المجاهرين ,وإن المجاهرة أن يعمل الرجل عملاّ ثم يصبح وقد
ستره الله يقول, يا فلان عملت البارحة كذا وكذا, وقد بات يستره ربه ويصبح
يكشف ستر الله عنه )رواه مسلم,لذا كان الحياء من الخالق موجب للرحمة
والمغفرة,والآن, لقد قُتل ذلك الحياء,والأسوأ من الكلام, تلك النظرات التي
تبدو على وجوههم,فرح, افتخار, اعتزاز, وكل ذلك, لارتكابه الذنب,أما تعتبر
هذه مجاهرة,وهذا الذي يمسك السيجارة ,أما يعتبرها مجاهرة,ولتك التي تتبختر
عارضة نفسها وجمالها لكل من هب ودب, أما تعتبرها مجاهرة,ألا تعلم أن
بمجاهرتك تلك, تحـبـب الذنـوب للـقـلـوب,حقا ,أمم يُخاف عليها غضب
الله,قال صلى الله عليه وسلم( من سن سنة سيئة فعليه وزرها, ووزر من عمل
بها لا ينقص من أوزارهم شيئا)رواه مسلم والنسائي,قيل, لأن تلقى الله
بسبعين ذنباّ فيما بينك وبينه ,أهون عليك من أن تلقاه بذنب واحد فيما بينك
وبين العباد,غريب أمر الناس ,على ذنوبهم مقيمين, وعلى المعاصي
مستمرين,يظنون بأن الله يحبهم ,راض عنهم, ناجون من غضبه,وكل ذلك, لأن الله
ما فضحهم,قال الله تعالى(سنستدرجهم من حيث لا يعلمون)لقد آن أوان الاعتراف
والإقرار واللوم,عليك بالجلوس مع نفسك جلسة صفاء,
تفكر في ذنبك المصر عليه,عندها تستطيع وضع قدمك على الطريق الذي يقودك
للجنة (وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى)
نسأل الله أن يحمينا من الفتن وان يعصمنا من كل بلاء.[/color][/size][/font][/center]