[size=21]
هل تخيلت نفسك يوما وأنت قائم للّليل أن يراك سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه ويقول : " من هنا يأتى النصر" ؟؟
أو كنت الأخرى فيقول : " من هنا تأتى الهزيمة " ؟؟
فاقرأوا أحبكم الله , وأعزكم , وجعلكم من الصنف الأول ..
سيدنا "عمر بن الخطاب " الذى كان تحت عينيه خطان أسودان من الدموع .. كان
يقوم الليل ويوقظ أهله ويقول : " وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها " قام من
الليل يوما فقرأ أية فسقط مغشياً عليه .. أتعلم ما هذه الآية .. !؟ يقول
الله عز وجل : " إن عذاب ربك لواقع * ما له من دافع" قرأها فسقط وظلوا
يعودونه شهراً لا يعرفون ما به.
يالله !! يعودونه شهراً بسبب آية تقرؤها على الأقل مرة كل شهر .. معذرة لم تتساوى القلوب.. انه عمر بن الخطاب.
[color:2e48=red]
وهذا ابن مسعود كانت إذا هدات العيون يسمع له دويا كدوي النحل وهو يصلي بالليل.[/color]
عجيب أمركم يا أنس.كان "أنس بن مالك" يقسم الليل ثلاثاً .. أنس يصلى الثلث
الأول ثم يوقظ زوجته فتصلي الثلث الثاني، ثم توقظ الزوجة ابنتها الوحيدة
لتقيم الثلث الثالث !! يقولون : فلما توفيت الزوجة قسم الليل بينه وبين
ابنته فكان يصلي نصف الليل وتصلي هي النصف الاخر، ثم توفى أنس فحرصت ابنته
أن تصلي الليل كله.
مساكين نحن .. أين يبوتنا من هذه البيوت المؤمنة ؟!
عجيب حقاً أمركم يا أنس .. اللهم اجعل بيوتنا كهذا البيت المؤمن.
[color:2e48=red]من جد وجد[/color]
قيام الليل له عشاقه .. انهم وفقهم الله لطاعته وحبه .. نماذج تحيى القلوب بذكرهم ..
يقول أحدهم: كابدت قيام الليل سنة واستمتعت به عشرين سنة .. كلمات كانت
وليدة حالات مجربة .. فهي صادقة خرجت من قلوب مؤمنة .. سنة كاملة جد وتعب
ومعاناة .. ولكن في النهاية : عشرون سنة استمتاع وفرح وسرور.
ومن اجتهد ليس كمن رقد .. وكما يقول أحد الصالحين : " واعلم أن ثمن السيادة ترك الوسادة ".
[color:2e48=red]قلوب بين يدى خالقها[/color]
واليك هذا الإحساس المرهف الذى ترجمته كلمات بسيطة عاشت هذه اللحظات ، يقول
احدهم : انه أتى إلى فراشه يضع يده على الفراش ويمرر يده عليه ويقول : انك
لين وان فى الجنة ما هو ألين منك فيقوم ويصلى حتى أذان الفجر وله الحق في
ذلك .. أن في الجنة ما هو ألين منك !! فكيف يرضى بما هو دونه !؟
وكان أحدهم يقول : إذا نظر إلى فراشه ..طير ذكر جهنم نوم العابدين.
تشعر بأن هذه الكلمات لم تخرج عفوا انما هى كلمات حية يشعر بها كل من ذاق
طعم الحياة فى جوف الليل وسلم قلبه إلى خالقه وأعلن البداية .. !!
[color:2e48=red]من هو المحروم ؟[/color]
هناك الكثير من المفاهيم التى يفهمها الناس فهما خاطئاً ويوضح لنا ذلك
"الحسن بن على" حينما قال : إذا لم تقدر على قيام الليل وعلى صيام النهار
فاعلم انك محروم وقد كثرت ذنوبك هذا هو المعنى الحقيقي لهذه الكلمة
"المحروم".
محروم أنت يا من لم تستطع القيام.
محروم أنت يا من لم تستطع الصيام.
محروم أنت يا من لم تعرف ربك.
دروب كثيرة تؤدي إلى هلاك الإنسان وكلها ناشئة منك نعم منك فذنوبك كثيرة !!
[color:2e48=red]أفلا تصلون إلا الصلوات الخمس !؟[/color]
كان للحسن البصري جارية فباعها لأناس وجاء عليها أول ليل عندهم فقامت وقالت
: يا أهل، الدار الصلاة الصلاة قوموا صلوا فقالوا : أطلع الفجر !؟ فقالت :
أفلا تصلون إلا الصلوات الخمسة فقالوا : نعم ، فرجعت لسيدها الأول - الحسن
البصري
وقالت : يا مولاي ردنى لقد بعتنى لقوم لا يصلون إلا الصلوات الخمس.
كأننا نقرأ قصة خيالية لا تمت للواقع بصلة
لقد أصبح واقعنا مختلفا اختلافاً كبيراً عما كان عليه أسلافنا أمة تقول هذه الكلام !! .
ترى لو كانت موجودة بيننا الآن ماذا كانت لتقول !؟
[color:2e48=red]اشتياق إلى الليل[/color]
يقول الفضيل بن عياض : إذا غربت الشمس فرحت بالظلام كي ينام الناس، فأخلو بالله عز وجل.
شعور عظيم لا يخرج إلا من قلب رجل عاش هذا الشعور وما أحلاها من لحظات ليخلو كل حبيب بحبيبه. منا من يتعجب ..
يقول كيف يحب الظلام ؟
إنه اشتياق أهل الليل إلى ليلهم ليناجوا محبوبهم هناك خلوة ومناجاة ووداعاً لهذه الحياة !!
[color:2e48=red]لم يكن جذعا يا بني ..[/color]
كان المنصور بن المعتمد يقيم الليل كل يوم على سطح بيته فلما مات قال ابن
جاره لأمه : أين الجذع الذي كان على سطح المنصور بن المعتمد يا أماه ؟
فقالت : يا بني ، لم يكن جذعا ؛ إنه المنصور ، ولقد مات فلن ترى الجذع مرة
أخرى يا بني !!
[color:2e48=red]آه على حالنا ...[/color]
دخل رجل على أحد التابعين وهو يبكي فأشفق عليه وقال : مالك تبكي
؟ أوجع يؤلمك ؟ قال : أشد ، فقال الرجل : نعي إليك بعض أهلك ؟ قال : أشد ،
فقال الرجل : أفقدت أموالك ؟ قال : أشد فقال الرجل متعجبا : وما أشد من ذلك
؟ قال : نمت البارحة ونسيت أن أقوم الليل !!
آه على حالنا نحن .. أننا إذا بكينا بدلاً من الدموع
دما كان هينا .. اذرف دموع الندم على أوقات ضعيف وحرمان قد انتهكت .. وأعلن الحداد فالليل يئن !!
[color:2e48=red]لم تقض نهمك ولن تقضيه !![/color]
يقول أحد التابعين : منذ أربعين سنة ما حزنت على شيء كحزني على طلوع الفجر .
وكيف لا يحزن وهو ليس فى هذا الوجود .. قلبه يسيح فى السماء وبأذان الفجر
إعلان أننا ما زلنا في الأرض نعيش كأهل الأرض
ويقول أحدهم : إنى أبدأ الصلاة بالليل يهولنى طوله فيطلع على الفجر وما قضيت نهمي من قيام الليل.
من اعتكف العشر الأواخر من رمضان شعر بهذا الإحساس، وانظر إليه .. هيأ نفسه
للصلاة بوضوء تتساقط معه السيئات، ونصب محرابه بسجادة مفروشة على الأرض،
وشرع فى الصلاة وحينما بدأ الاتصال وبداية السعادة سمع المؤذن قائلا الله
أكبر فلم يقض نهمه ولن يقضيه .. هل تستطيع وضع ماء البحر فى كوب !!؟
[color:2e48=red]أشد لذة ..[/color]
يقول أحد التابعين : أهل قيام الليل فى ليلهم أشد لذة من أهل اللهو فى
لهوهم.... من ظن أن المكالمات التليفونية او (تشاتنج) عبر النت هي اللذة
المطلوبة فهو مخطئ ومن ظن أن اللذة فى مشاهدة القنوات فقد أخطأ.
أن اللذة الحقيقية هى لذة القلب والروح
ولن تجد لذتهم إلا فى الليل ومناجاة الحبيب الرب المعبود .
[color:2e48=red]أثر له أثر !!واليك هذا الأثر الذى يعنيك ان شاء الله على القيام ..
[/color]
اوحى الله تبارك وتعالى إلى داود : " يا داود أن لى عباداً أحبهم ويحبوننى
وأشتاق إليهم ويشتاقون إلى ، إن قلدتهم يا داود أحببتك" . فقال داود : يا
رب ، دلنى عليهم ، فقال سبحانه وتعالى : " يراعى الظلال بالنهار ويحنون إلى
الليل كما تحن الطيور إلى اوكارها حتى إذا جهنم الليل وخلى كل حبيب بحبيبه
فرشوا إلى وجوههم ونصبوا إلى أقدامهم وناجونى بكلامى وتملقوا إلى بأنعامى
فهم بين صارخ وباك وبين متأوه وشاك، أتعلم يا داود .. ؟ اعطهم ثلاثة أشياء :
الأول : لو كانت السماوات السبع والأراضين السبع فى ميزانهم يوم القيامة
لاستقللتها عليهم . و الثانى : اقذف من نورى فى وجوههم وقلوبهم. والثالثة :
أقبل عليهم بوجهى.
أفرأيت يا داود من أقبلت عليه بوجهى أيعلم أحد ماذا أريد أن أعطيه ؟
[/size]