[center][b][size=21]سلبيات الخطاب الإعلامي لحماس في ضوء المصالحة !!
[/size][/b][/center]
[size=16]عامر سعد
لعل تبعات المصالحة على العقل الجمعي لقواعد حركة حماس وأنصارها هو ما دعاني لكتابة هذه المقالة وعلى عجالة ، فبعد رصد ومتابعة لردود أبناء الحركة في مواقع الكترونية قريبة منها وأخرى في الواقع الموضوعي ، وقفت ذاهلاً أمام التباينات الفاضحة بين تلك الردود والشجون حيال المصالحة خاصة على الصعيد المشهدي المتمثل بالقبلات وتبادل الابتسامات وعلى صعيد مفاعيل تلك المصالحة خاصة الشق المتعلق بالمصالحة الاجتماعية .
ومن منطلق الموضوعية التي أؤمن بها فإني أعزو هذه التباينات إلى قضية أساسية غفل عنها الجميع أو حاولوا تناسيها لأسباب عديدة ، تلك القضية التي كان أبناء حماس أول ضحاياها وآخرهم ، تلك القضية التي أورثت مدركات أبناء حماس صراعاً شديداً وتهشماً في المفاهيم وأدت إلى تبلور سياقات فكرية مبتورة للأسف الشديد ، فالتباين الفاضح بين المنظومة الإعلامية لحماس – بكافة أنواعه - وحراكات المستوى السياسي ومفاعيله أثناء الانقسام لا تخطئها العين ، فالتناقض في الشكل والمضمون كان هو السمة البارزة ، ولعل السياق التاريخي وبإيجاز يخبرنا بتلك الحقيقة المرة!.
فقد دأبت المنظومة الاعلامية للحركة بكافة أذرعها -والتي تنسحب على القنوات والإذاعات والصحف والمواقع الالكترونية والخطاب المنبري والاحتفالي - على وصم فتح بأوصاف لاذعة تمثلت بمفردات " التخوين ، والأدوات الطيعة لامريكا ، وشرطي الاحتلال ، والتكفير " والتي ساهمت بتشكيل بنية فكرية لدى العقل الجمعي لأبناء حماس تنظر لفتح بطريقة إقصائية عن المشهد السياسي الوطني الفلسطيني وحتى عن الاجتماع السياسي برمته ، وحتى نتسم بالموضوعية كما ذكرنا فإن تلك البنية وجدت سنداً موضوعياً واقعياً من خلال بعض الممارسات الفتحاوية الواضحة كشمس الظهيرة .
كل ذلك في مقابل ممارسة سياسية للمستوى القيادي تقف على النقيض من الطرح الإعلامي والخطاب المنبري المشبع بالتكفير والتخوين ، فمشاهد تبادل القبلات والمصافحة الودية بين قيادة حماس وفتح على مدار فترة الانقسام لم تكن تنسجم مع المنظومة الإعلامية ومفاعيلها في العقل الجمعي لأبناء الحركة ، بل والأنكى من ذلك أن هذا التباين الفاضح أورث تلك المدركات وللأسف خللاً فكرياً وتنظيمياً .
[color:3d92=blue][b]ولست هنا صدقاً في معرض لوم الممارسة السياسة لقيادة الحركة بل على الع* أنا مؤمن بنهجها في ضوء مسلمات حقل السياسة والسياسة الشرعية وعلى استعداد أن أقدم فروض وبناءات نظرية تؤكد صوابية تلك الممارسة ، وطبعا كل ذلك في ضوء محاربة توثين القادة و ترسيخ أسس الطاعة المستبصرة ومفردات الثقة والوداد والانتماء ، لكن ما أرمي إليه هو لوم البعد التنظيمي الصرف حيال هذا التباين الفاضح ، فكيف لي أن أدرك في ضوء أن المنظومة الإعلامية ضرورة ملحة لخلق تجانس بين الخط الأفقي – القواعد – والعمودي – النخب والمستوى القيادي – في أي حركة أو حزب ، وأيضا لخلق وعي بالممارسة السياسية لقيادة الحركة وأيضا للقيام بالحشد وخلق التأييد اللازم لسياسات تلك الحركة تقف على النقيض من كل ذلك ؟؟!!! كيف لي أن أدرك في ضوء أن المنظومة الإعلامية عليها معالجة الأمراض التنظيمية من خلال طرح يلامس المدركات واللاوعي بطرق ذكية أن تتحول لمصدر الامراض التنظيمية والفكرية في الحركة ؟؟؟!! [color:3d92=red]"هل هيأت المنظومة الإعلامية قواعد الحركة لتقبل ذلك الخطاب "[/color]؟؟!! [color:3d92=darkslategray](1)[/color]كيف لي أن أدرك وفي ضوء أن من مسلمات العمل القيادي متابعة مؤسسات الحركة وأذرعها وتقييم دورها وفقاً للمصالح الح**ية تجاهلت ذلك التباين الفاضح وتبعاته القاتلة دون معالجة ؟؟!! كيف لي أن أدرك تجاهل تبعات هذا التباين على الوحدة الفكرية العضوية للبنى التنظيمية للحركة ؟؟!![/b][/color]
كل تلك الأسئلة المشروعة حيال هذه المعضلة وتبعاتها على البنى التنظيمية بحاجة للإجابة من قبل قيادة الحركة وعلى وجه الخصوص مسؤول الملف الإعلامي في الحركة ، وكلي أمل أن يتم معالجة هذه المعضلة في القريب العاجل لخطورتها على مستقبل الحركة وتماسكها البنيوي والفكري .[/size]
__________________________________________________ ___
1- من دراسة للدكتور فريد أبو ضهير "اﻷداء اﻹعلامي لحماس في "عهد السلطة" "
[url=http://www.alzaytouna.net/arabic/data/attachments/hamas_experience/12dr-farid-abu-dheir.pdf]
http://www.alzaytouna.net/arabic/dat...-abu-dheir.pdf[/url]