- هي صديقتي -
كانت في يوم من الأيام صديقتي .. نعم صديقتي التي كانت نعم الفتاه المهذبة المتدينة المحجبة العالمة بأصول دينها البعيدة كل البعد عن الحرام وعن المعاصي وعن رفقة السوء ... ولكن شاء القدر أن ينتقل عمل والدها إلى بلد آخر .. سافرت .. نعم سافرت وبعدت عنا نحن أصدقائها نحن اللاتي تعلمن منها الأدب والاحترام .. تعلمنا منها التعامل السليم .. ساعدتنا في الرجوع إلى الله أنا ورفقتي كنا نحبها كنا قد وعدناها أن لا ننساها وإن سافرت . ووعدتنا أن تبقى كما هي بأخلاقها ، كما هي بأدبها وتعاملاتها .. ولكن ما الذي حدث ؟ سافرت مع والدها وأسرتها وهي الآن في أولى مراحل الثانوية حيث كنا نحن أصدقاء المرحلة المتوسطة . ذهبت إلى مدرسة جديدة في تلك البلد اللعينة .. كانت في بداية السنة كما هي ولكن دون أصدقاء دون معارف ودون أحباب ... لا تجد من تصاحبه بسبب أنها ترى أن كل ما يحدث حولها في تلك المدرسة خاطئ ... تعبت نفسيتها .. نعم تعبت فهي الآن وحيده .. ولكن الطبيعة البشرية تتعارض مع هذا .. يجب أن تصادق ويجب أن تصاحب ... رأت جماعة من الأصدقاء ظنت أنها وجدت فيهم ضالتها حيث وجدت الاحترام في التعامل .. الأدب .. وحسن الخلق .. وجدت ما كانت تبحث عنه طوال العام .. كان الفارق الوحيد أنهم من دين آخر ولكن لا بأس فلم يحرم دينها ذلك . قالت : ربما خير إن صاحبتهم ويصبحوا معي كما كنت مع أصدقائي .. ذهبت إليهم .. نعم ذهبت إليهم وطلبت منهم مصادقتهم .. وكانت النتيجة .. بالطبع نوافق ولم لا؟ .. سعدت كثيراً بتلك الموافقة خصوصاً بعد ما رأت التفوق الدراسي الذي كانوا فيه .. فهي لن تعود وحيده في ظل 800 طالبة .. وشيئا فشيئا أصبحت ضعيفة أمامهم .. نعم كيف لا وقد ابهروها بما يفعلون أبهروها بالحرية الشخصية .. ابهروها بما يسمى بحرية الأديان .. ابهروها وابهروها ... أصبحت الأفكار متحدة .. أصبحت الكتب متداولة بينهم .أصبحت لثقافات والأفكار تناقش وتحاور .. نعم أصبحوا يتباحثون ويتدارسون تلك الكتب التي يقرؤونها .. ولكن عن ماذا تتحدث تلك الكتب؟ إنها تدعوا إلى حرية اختيار الدين ... تدعوا إلى الاستقلال بالرأي .. تدعوا إلى الحرية المفرطة ... وفي النهاية تدعوا إلى النصرانية .. نعم وصل بأصدقائها الجرأة أن يتبادلوا معها تلك الكتب .. كيف لا ؟ وقد تركت لهم الفرصة ... قرأت الاول .. فالثاني
ثم الثالث ... وذلك مع النقاشات والمحاورات الدائمة بينها وبين أصدقائها حول هذا الموضوع .. وهاهم الآن يدعونها لزيارة الكنيسة .. فوافقت كحب استطلاع وذهبت .. نعم ذهبت .. زينوا لها الفكرة في تلك الكنسية .. قدموها لها على طبق من ذهب .. كيف لا تقبل الحرية بعد أن كانت في دولة مغلقة متزمتة تقهر الفتاه وتقيد حريتها .. لا مكان لها إلا البيت والزوج والأولاد .. وها هي الآن ترى نفسها فتاه ذات حرية .. لها شخصية .. تفعل ما تشاء وقت ما تشاء ... فهي الآن نصرانية .. نعم تخلت عن دينها بسبب تلك الحرب التي كانت قائمة بداخلها ،، حرية أم تقيد ؟؟.. إبداء رأي واحترام له أم تحجير لذلك ؟؟.. انقادت لما فضلته .. انقادت لم تعشه من قبل .
وخرجت بلا عودة ... ويلا خسارتنا
وبمحض الصدفة البحتة حينما مرضت تلك الصديقة دخلت والدتها عليها غرفتها المغلقة دائما بمفتاحها .. وكانت المفاجأة ... حيث وجدت تلك الأم الكثير والكثير من تلك الكتب التي كانت تقرأها ابنتها ... تلك الكتب التي تدعوا إلى النصرانية بتلك الوسائل الشيقة ووجدت أيضا الصليب الذي علقته صديقتي على الجدار فوق سريرها التي كانت نائمة عليه .. وفتحت الأم جهاز الكمبيوتر الخاص بصديقتي فوجدت تلك الحوارات الدائرة بينها وبين أصدقائها وبينها وبين كبار الدعاة إلى النصرانية على الانترنت ... أيقظت الأم ابنتها بسرعة وسألتها عن كل ذلك وهي في حالة خوف .. ولكن الفتاه تجيب أمها بكل بساطة بأن تلك حريتي الشخصية ، - هذا ما علموها إياه - ، هذه الديانة هي التي وجدت فيها نفسي .. أعطتني حريتي .. أعطتني شخصيتي .. تناقشت الأم معها طويلاً .. ولكن دون جدوى .. وإذا بالفتاة تقول .. ماذا تريدينني أن افعل ؟ أتريدينني أترك ديني الجديد ؟؟ قالت الأم : وهل تركتي الإسلام ؟ قالت : نعم لقد تركته .. هرعت الأم إلى والد صديقتي وأخبرته بما دار بينها وبين ابنتهما وأخبرته بما قد رِأت في غرفتها .. فإذا بالأب يثور ويغضب وذلك من شده الصدمة عليه ولكن بعد ماذا ؟؟ لقد تنصرت ابنتكم لقد خسرها الإسلام ... لقد خسرها المسلمون .. لقد خسرناها جميعا ... أراد الأب أن يأخذها ويعودوا إلى بلادهم التي جاؤوا منها ولكن إذ بصديقتي تلجأ إلى الكنيسة التي تحميها .. نعم لجأت إلى الكنيسة ... ولم يستطع والدها فعل شيء غير أنه قام بتقديم استقالته من عمله اللعين وقامت الأسرة بأكملها بالعودة إلى بلادهم ولكن دون صديقتي ... نعم بقت وحدها هناك في تلك البلد ... بقت تحت رعاية الكنيسة المسيحية النصرانية ..
ربما تتساءلون كيف عرفتي هذه القصة ؟؟ عرفتها حينما عادت أسرتها إلى بلدنا .. فسألت عن صديقتي فلم أجدها فأخبرني والدها بما جرى لها .....
يا ويلتنا ... يا ويلتنا من تلك الأفكار على تلك العقول الصغيرة ... تذهب بدينها فتتنازل عنه بكل بساطة ... حينها تذكرت قول الرسول صلى الله عليه وسلم : " المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل " وتذكرت حينها أيضاً كثيراً من القصص التي كانت حول هذا الموضوع وهذه الفكرة ... حينما تبعث بعض الدول أبناءها الصغار إلى الخارج ، وعندما ذكرت صغاراً لم أعني بذلك أنهم صغار السن ولكنهم صغار العقل والتفكير .. صغار الشخصية والأسلوب ... اللذين يكونون من السهل الوصول إليهم بأبسط الطرق .. أنا لا أدعو إلى عدم إبعاث أبنائنا إلى الخارج .. لا أدعو إلى عدم معرفة الجديد .. لا أدعو إلى عدم التعليم .. ولكني أدعو إلى البحث عمن يستحق هذه البعثة .. أدعو إلى إرسال من يستطيع الدفاع عن دينه .. من يستطيع درء الشبهات عن نفسه ... عمن لديه قوة الشخصية .. عمن لديه التفكير السليم المنطقي .. حتى لا يقعوا فيما قد وقعت فيه صديقتي ...