(( مزامير على اعتاب أيلون ))
هذه
(( ليست مرثيه فالارض لا تموت ))
تعريفات قبل البدء
( أيلون ) الاسم الكنعاني لقرية ( يالو ) بمعنى ارض الأيائل بناها اجدادنا الكنعانيون منذ أن وطئت أقدامهم أرض فلسطين المباركه وهدمتها اسرائيل في الايام الاولى من حرب حزيران 67 م
( بئر حيبا ) بئر كنعاني في القريه
( يبوس ) مدينة القدس
((( أيلون )))
في أيلون
تعانق جذور الزيتون نجوم السماء
وتلقي برأسها .. حين تغفو ..
على كتف القمر
في أيلون ..
كل شيء طيب
الماء والاشجار ..وأطياف البشر
وفي أيلون..
ساد الصمت منذ عقود
لكن الذكرى تنطق..
والارض..
والحجر..
( أرض الأيائل )
هل جائكم من أيلون نبأ ؟؟
يضيء في الذاكرة المكان ..
هنا كنا ..
هنا كان الحلم يأتي ..
وسيوف الغازين تبعثرت ..
وعلى ابواب أيلون
وقفت نخيلات تتأمل نبض السماء ...
تمنح تلك النجوم بسمتها ...
تبرق تحيه ..
وتغص في في أخبار العاشقين
هل جائكم من أيلون نبأ ؟؟
هل جاء ؟؟
كانت الأيائل تعود كل مساء ..
تسكن حضن حنون ...
وتغمض عينيها ......تنام ..
يا ظل الطيبين في بلدي ...
أما عادت لنا الذكرى ....
قالت تذكر ....
ألا احتاج كي أذكر
بحورا من النسيان أغفو على شواطئها ...
وعباءة سرمدية تلف الليل .. تمنح عيني غفوتها
لأحلم أني قد نسيت ..
وقبل بزوغ اللحظة الاخرى ..
أصحو لكي اتذكر ..
ياظل الطيبين في بلدي ..
ما حملت- اذ حملت - من أيلون سوى الذرى ..
ومفتاحا لباب الدار ..
فهل جاءكم من أيلون نبأ ؟؟
هل جاءتكم الأخبار ؟؟
كانت تعود الأيائل ..
تسكن حضن حنون ...
تنام
( الحقيقه )
تجرحني الحقيقه .... فأذبل
كما قطرة ماء ملت السحابه وهوت بأنتحار
لتسقي عطشا في خيمه ... في صحراء .. في مخيم ..
قد كنت هناك ..
أهبط من أيلون , وأرتوي , من ماء ( حيبا )
أبذر السهل الى ( يبوس )
ويقطعني الوادي بالصدى ..
قد كنت هناك ....
أرشف من ضرع الزيتون زيتا مباركا
فتضيء الخواطر...
وينطلق صوت الناي في شفتي
( يمامويل الهوى يما مويليه )
أعانق غبار الطريق ..
الى أين ؟
الى هناك الى يبوس (( القدس ))
ألقي هم أيامي في أزقتها ..
أصافح ظل تربتها ..
أحلم بمن مضو ا.. والآتين من بعدي ..
أعزف ترانيم ..أداوي بها جرحي ...
فيطعنني صوت آمر ..
عد ياغريب عد..
دخلت الغربان المدينه .. وارضك ليست ارضك
عد ياغريب.. عد
عاثت في الرض فسادا..وبيتك ليس بيتك ..
قد جاء الجراد ...
ولم يعد لسول أيلون سنابل .
لم يعد لك درب يوصل لظل الحائط ..
كل الدروب تقضم قدميك الى المنفى ..
أقطع النهر...
ولا تلتفت وراءك والا مسخت ملحا ...
قلت ...
دعوا النظرة الاخيره تلقيني هناك ..
دعوا ماء حيبا يشربني ..
فصاح غراب آمر ..
أقطع النهر..
أنت لست نازحا ..
أنت لست لاجئا ..
أنت لست أنت ..
اقطع النهر لتبقى سالما
اقطع النهر ..
وتجرحني الحقيقه ..
ان النهر قطعني ..
وراحت أشلائي تلملم بقايا أشلائي..
وهي تهمس ..
قد كنت هناك ..
أهبط من أيلون ..
وارتوي من ماء حيبا ..
أبذر السهل الى يابوس
قد كنت هناك
قد كنت هناك
قد كنت هناك
( تأمل )
قف ..تأمل في الوقوف
واشتعل في هذه اللحظه كالذكرى
واحلم بالعائدين كل فجر
أيلون ما نامت منذ عقود
لكنها لم تبرح تعانق اطياف عائدين
تخرج من بين أشجار الجميز والخروب
وتنبت كل ربيع أوراق الزعتر
قف .... تأمل
تلك داليه ترخي جدائلها على حجاره
... كانت ذات يوم دارا لنا
تدفيء بأوراقها همسات والدي في المساء
لتبقى في أيلون لنا الذكرى
قف ... تأمل
مر الغزاة ها هنا .........
آثارهم معروفة .....
ديار مهدمه .. وصيحات رعب جرحت حناجر الاطفال
وتجمدت وانتثرت على الطريق.. كما قطرات الماء
المتساقط من جرة حسناء عبأتها من البياره
جف الحلق خوفا ....
أيلون ما عطشت ذات يوم .....
كانت تمنح ماءها الرقراق لكل العطاش ...
وكانوا ... يشدون الرحال اليها كل صباح
واذا ما جاءها العطش ...
عزت قطرات الماء
قف ..... تأمل
ما عادت في السماء رائحة الطابون ..
ولا نسوة تنبعث من بين أناملهن رائحة الشاي
المعطر بالمرميه
ولا سعال جدي ... ورائحة التبغ ....
كل شيء غاب ....
كل شيء غاب ...
حتى ترانيم الدراويش وصوت المؤذن
لكن أيلون لم تزل هنا ...
لم تنم منذ عقود ...
ولم تبرح .... ترى قوافل العائدين
( أمنيه )
قالوا / تمنى
قلت / ليس لي في الامنيات نصيب
والا .. لما حفر على كتفي خطاه
هذا النصيب !!!
قالوا / تمنى
قلت / ما بقي لي الا أمنيتان .....
أن أشرب من حيبا
وأعانق عظام أجدادي في أيلون .
( المزامير )
على لسان
الشاعر
( عبد السلام ابو ديه)