[font:493b=DecoType Naskh Variants][b][color:493b=#000000]الثِّقَة[/color][/b]
[/font]
[center]
[font:493b=DecoType Naskh Variants][color:493b=red][b]مِن أَغْلَى مَا يَمْتَلِكُه الْمَرْء لِيُقَدِّمَه لِلْآَخِرِين
مَشَاعِرَه وَخَفَقَات قَلْبِه
جَرَاحَه وَأَسْرَارِه الْكَامِنَة بِأَعْمَاقِه..
أَشْيَاء رُبَّمَا نُخْفِيْهَا حَتَّى عَن أَنْفُسِنَا
وَلَكِنَّنَا فِى لَحْظَة مَا
نُقَرِّر مَنَحَهَا لِلْآَخِرِين..
فَفِى غَمَرَات الْحَيَاة
تَقَابَلْنَا أَنْوَاع وَأَصْنَاف مُخْتَلِفَة مِن الْبَشَر
وَتَتَشابَك دُرُوْبُنَا مَعَهُم
فَتِرَبَطْنا بِهِم عَلَاقَات مِنْهَا .. الْعَابِر .. وَمِنْهَا الْوَثِيق
وَغَالِبَا فِى عَلَاقَتَنَا بِالْآَخَرِيْن
نُحْسِن الْظَن بِهِم .. وَنَتَوَقَّع مِنْهُم الْطَّيِّب دَائِمَا
وَنَنْتَظِر مِنْهُم أَن يُبَادِلُّوْنا
حَبَّا بِحُب .. وَإِخْلاصَا بِإِخْلاص..
وَفِى مُعْظَم الْأَحْيَان تَمَكَّنَّا غَرَائِزُنَا
مِن الْحُكْم عَلَى الْأَشْخَاص وَتَمْيِيز الْجَيِّد مِنْهُم
فَنَزْدَاد مِنْه قُرْبَا ..
وَالْسَّيِّئ .. فَنبْتُعد عَنْه وَتَتَوَقَّف الْعَلَاقَة
عِنْد حَد مُعَيَّن .
وَلَكِن ..!
لَيْس كُل الْنَّاس صُرَحاء
وَيُمْكِنُنَا اكْتِشَاف مَا بِدَاخِلَهُم فِى سُهُوْلَة ..
فَهُنَاك الْمُخَادِعُوْن الَّذِيْن يُجَيِّدُوْن الْكَذِب وَالتَّمْثِيْل
فَيغْرَيْنا مِن نَرَاه مِنْهُم مِن أَدَب وَذَوْق ظَاهِر ..
[/b][/color][/font][font:493b=DecoType Naskh Variants][color:493b=red][b]بِالثِّقَة بِهِم وَالْإِفْصَاح لَهُم
عَن مَكَنُونَاتِنا ودَوّاخِلْنا ..
وَنَحْسَب مَا نَرَاه مِنْهُم مِن حُسْن إِنْصَات
وَحُب لِلْاسْتِمَاع .. اهْتِمَاما وَتَعَاطُفَا وَمَحَبَّة ..
لَنُدْرِك بَعْد فَوَات الْأَوَان
نَّوَايَاهُم الْحَقِيقِيَّة فَتَكُوْن الْصَّدْمَة !!
فَلَيْس كُل مَن يُحَاوِل الْإِقْتِرَاب مِنَّا
تَكُوْن دَوَافِعُه دَائِمَا شَرِيْفَة
وَنَوَايَاه صَادِقَة ..
فَكَمَا تُوْجَد الْنُّفُوْس الصَّافِيَة ..
تُوْجَد الْنُّفُوْس الْخَبِيْثَة
وَكَمَا تُوْجَد الْقُلُوْب الْمَحَبَّة ..
تُوْجَد الْقُلُوْب الْحَاقِدَة .
الثِّقَة ...
شَئ غَالَى وَثَمَيْن
وَلَا يُمْنَح بِسُهُوْلَة لِأَى شَخْص
هُنَاك مَثَلا دَارِجَا يَقُوْل فِيْمَا مَعْنَاه ..
([/b][/color][/font][font:493b=DecoType Naskh Variants][color:493b=red][b]أَنَّك لَا تَعْرِف شَخْصَا حَقّا بِمُجَرَّد مَعْرِفَتِه
وَلَكِن بِطُوْل مُعَاشَرَتَك لَه )
وَالْإِنْسَان الْجَيِّد الَّذِى يَسْتَحِق مَا نَمْنَحُه مِن ثِقَة
هُو لَيْس مُجَرَّد إِنْسَان نَشْعُر نَحْوَه بِالِإِرْتِيَاح فَحَسْب ..
وَلَكِن هُو شَخْص تَثْبُت لَك
إِخْتِبَارَات الْحَيَاة وَمَوَاقِفُهَا الْمُخْتَلِفَة
(مَعْدِنُه الْحَقِيقِى )..
وَهُو الْشَّخْص الَّذِى بُنِيَت مَحَبَّتِك لَه عَلَى
أَفْعَال وَلَيْس مُجَرَّد أَقْوَال
هُنَاك مَقُوْلَة سَمِعْتُهَا مَفَادُهَا..
([/b][/color][/font][font:493b=DecoType Naskh Variants][color:493b=red][b]أَن الْشَّخْص الَّذِى تَسْتَطِيْع أَن تَثِق فِيْه
هُو الْشَخْص الَّذِى حِيْنَمَا تَتَعَارَض مَصَالْحُكَما يُرَجِّح
مُصْلِحَتِك أَنْت عَلَى مَصْلَحَتِه )
فَكَم مِن صِدِّيْقَة بِاحَت بِأَسْرَار صَدِيْقَتِهَا
وَأَلْقَت بِرَوَابِط الْصَّدَاقَة وَالْأُخُوَّة عُرِض الْحَائِط
عِنْد أَوَّل مُشَكَّلَة أَو بِادِرَة خِصَام ..
الْصِّدِّيقَة الَّتِى رُبّمَا تَعْرِف مَن أَسْرَارِهَا
مَا لَايَعْرِفُه حَتَّى أَبَوَاهَا بِالْمَنْزِل ..
فَإِذَا وَجَدْنَا أَن هَذِه الْصِّدِّيقَة هِى أَحْفَظ الْنَّاس لِلْسِّر
وَأَكْثَرُهُم كِتْمَانَا بِرَغْم مَا حَدَث بَيْنَهُمَا مِن خِلَاف أَو خِصَام
أَيّا كَانَت أَسْبَابِه وَأَيّا كَانَت الْمُخْطِئَة
أَلَيْسَت هَذِه الْصِّدِّيقَة حَقّا .. هِى مِن تَسْتَحِق هَذَا الْأَسْم
وَتِسْتَحِق هَذِه الثِّقَة .. !
[/b][/color][/font][font:493b=DecoType Naskh Variants][color:493b=red][b]لَيْسَت دَعْوَة
لِلْتَّشْكِيْك أَو سُوَء الْظَّن ..
حِيْنَمَا أَقُوْل أَن أَسْرَارِنَا وكَوَامَنا
يَجِب أَلَا تَكُوْن مُشَاعا لِكُل مَن نَعْرِفُه
أَو تَرّبُطْنَا بِه عَلَاقَة مَا ..
فَهُنَاك مِن الْأَسْرَار مَا يُسْتَحْسَن أَن يَبْقَى
مَقْصُوْرا فَقَط عَلَى أَصْحَابِه وَأَطْرَافُه الْمَعْنِيَّة ..
فَكَم مِن أَسْرَار ذَاعَت
فَخُرِّبَت بُيُوْت وَعَلَاقَات
وَجَرَت وَرَائِهَا كَوَارِث و تَبِعَات لَيْسَت بِالهِينَة
وَإِنَّمَا هِى دَعْوَة لِأَن نَّكُوْن عَلَى قَدْر
مِن الْفِطْنَة وَالْحَذَر
فَإِن كُنَّا وَكَمَا نَعْهَد فِى أَنْفُسِنَا مِن طِيْبَة وَحَسُن ظَن
فَلَيْس ذَلِك مُبَرِّرَا لِإِلْغَاء جَمِيْع الْمَحَاذِيْر
وَبَوَادِر الْسَّلامَة ..
فَالإِنْسَان الْطَّيِّب الْمُؤْمِن .. أَيْضا ذَكِي
يُعْرَف كَيْف يَتَعَامَل مَع الْظَّوَاهِر الَّتِي مِن حَوْلَه
وَيُفَسِّرَهَا تَفْسِيْرا مَوْضُوْعِيَّا
مِن دُوْن أَن يَصِل الَى حَد الْإِتِّهَام بِالْبَاطِل..
وَمِن دُوْن دَلِيْل شَرْعِي.
و الْلَّه عَز وَجَل
طَلَب مِنَّا أَن نَتَجَنَّب الْظَّن ..
وَلَكِن لَيْس كُل الْظَّن
لِذَلِك قَال الْلَّه عَز وَجَل فِي كِتَابِه الْكَرِيْم:
(يَا أَيُّهَا الَّذِيْن آَمَنُوْا اجْتَنِبُوْا كَثِيْرا مِّن الْظَّن إِن بَعْض الْظَّن إِثْم وَلَا تَجَسَّسُوْا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضَا أَيُحِب أَحَدُكُم أَن يَأْكــل لَحْم أَخِيــه مَيْتــا فَكَرِهْتُمُوْه وَاتَّقُوا الْلَّه إِن الْلَّه تــوَّاب رَّحِيـم )
سُوْرَة الْحُجُرَات :12
[/b][/color][/font][color:493b=red][font:493b=DecoType Naskh Variants][b]إِذَّا لَيْس كُل الْظَّن إِثْم .. !
فَالظَّن الَّذِي هُو الْتَّحَسُّب
وَاخَذ الاحْتِيَاطَات الّلَازِمَة فِي عَلَاقَاتِنَا مَع الْآَخَرِيْن
أَيَا كَان نَوْعُهَا أَمْرا ضَرُوْرِيا ..
إِذَا هُو الْحَذَر وَالْحِرْص
مَا نَبْحَث عَنْه حَتَّى لَا نُفَاجَأ بوَخَيم الْعَوَاقِب
فِيْمَا بَعْد ..
وَنْنْدَم وَقْت لَا يَنْفَع الْنَّدَم .
رُزِقْنَا الْلَّه وَإِيَّاكُن جَمِيْعا
الصُّحْبَة الْصَّالِحَة فِى الْدُّنْيَا وَالآَخِرَة
وَوَفّقَكّن لِكُل خَيْر.[/b][/font]
[/color][/center]