(( عجباً لأمر المؤمن إن امره كله خير ))
عن أبي يحيي صهيب بن سنان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ( عَجَبًا لأَمْرِ المؤمنِ إِنَّ أمْرَه كُلَّهُ لهُ خَيرٌ ليسَ ذلكَ لأَحَدٍ إلا للمُؤْمنِ إِنْ أصَابتهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فكانتْ خَيرًا لهُ وإنْ أصَابتهُ ضَرَّاءُ صَبرَ فكانتْ خَيرًا لهُ ) رواهُ مُسْلِمٌ ..
كتااب ريااض الصاالحين ..
*..باب الصبر..*
للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى..
شررح الحديث..~
قال المؤلف- رحمه الله- فيما نقله عن صهيب الرومي : إن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: (( عجباً لأمر المؤمن إن امره كله خير ))
أي: إن الرسول عليه الصلاة والسلام أظهر العجبعلى وجه الاستحسان (( لأمر المؤمن )) أي: لشأنه .فإن شأنه كله خير ، وليس ذلك لأحد إلا المؤمن..
ثم فصل الرسول عليه الصلاة والسلام هذا الأمر الخير ، فقال: (( إن أصابته سراء شكر فكان خير له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خير له ))
هذه حال المؤمن..
وكل إنسان ؛ فإنه في قضاء الله وقدره بين أمرين :
مؤمن و غير مؤمن ، فالمؤمن على كل حال ما قدر الله له فهو خير له ، إن أصابته الضراء صبر على أقدار الله ، وانتظر الفرج من الله ، واحتسب الأجر على الله ؛ فكان ذلك خيراً له ، فنال بهذا أجر الصائمين..
وإن اصابته سراء من نعمة دينية ؛ كالعلم والعمل الصالح، ونعمة دنيوية ؛ كالمال والبنين والأهل شكر الله، وذلك بالقيام بطاعة الله عز وجل..
فيشكر الله فيكون خيرا له ، ويكون عليه نعمتان: نعمة الدين ، ونعمة الدنيا..
نعمة الدنيا بالسراء ، ونعمة الدين بالشكر ، هذه حال المؤمن ، فهو علي خير ، سواء أصيب بضراء..
وأما الكافر فهو على شر- والعياذ بالله- إن اصابته الضراء لم يصبر بل يتضجر، ودعا بالويل والثبور،
وإن اصابته سراء لم يشكر الله ، فكانت هذه السراء عقاباً عليه في الآخرة ، لأن الكافر لا يأكل أكلة ، ولا يشرب إلا كان عليه فيها إثم ، وإن كان ليس فيها إثم بالنسبة للمؤمن ، لكن على الكافر إثم ، كما قال الله تعالي: (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ )(لأعراف: من الآية32) ،
هي للذين آمنوا خاصة ، وهي خالصة لهم يوم القيامة ، أما الذين لا يؤمنون فليست لهم ، ويأكلونها حراماً عليهم ، ويعاقبون عليها يوم القيامة...
فالكافر أمره شر ، سواء أصابته الضراء أم السراء , بخلاف المؤمن فإنه على خير...
وفي هذا الحديث : الحث على الإيمان النبي صلي الله عليه وسلم وإن المؤمن دائماً في خير ونعمة..
وفيه أيضاً: الحث على الصبر على الضراء ، وأن ذلك من خصال المؤمنين . فإذا رأيت نفسك عند إصابة الضراء صابراً محتسباً ، تنتظر الفرج من الله- سبحانه وتعالي- وتحتسب الأجر على الله ؛ فذلك عنوان الإيمان ، وإن رأيت الع* فلم نفسك ، وعدل مسيرك ، وتب إلى الله ..
وفي الحديث أيضاً : الحث على الشكر عند السراء ، لأنه إذا شكر الإنسان ربه على نعمة فهذا من توفيق الله له ، وهو من أسباب زيادة النعم ، كما قال الله تعالي: ( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ) (ابراهيم:7)
وإذا وفق الله الإنسان للشكر ؛ فهذه نعمة تحتاج إلي شكرها كثييييراً…وهكذا، لأن الشكر قل من يقوم به ، فإذا من الله عليك وأعانك عليه فهذه نعمة...
ولهذا قال بعضهم:
إذا كان شكري نعمة الله نعمة على له في مثلها يجب الشكر
فكيف بلوغ الشكر إلا بفضله وإن طالت الأيام واتصل العمر
وصدق - رحمه الله- فإن الله إذا وفقك للشكر فهذه نعمة تحتاج إلي شكر جديد ، فإن شكرت فهي نعمة تحتاج إلي شكر ثان، فإن شكرت فهي نعمة تحتاج إلي شكر ثالث.
ولكننا- في الحقيقة- في غفلة عن هذا للآآسف الشديد !!
نسأل الله أن يوقظ قلوبنا وقلوبكم ، ويصلح أعمالنا وأعمالكم ؛ إنه جواد كريم...~
لهذا أحبتي لا تدعوا الحزن و اليأس يدخل قلوبكم دآم الله الكريم اللطيف معكــم دآئمآ
و سينصر المظلوم و سيسعد الحزين و سيجيب الدعوات ان شآء سبحآنه
بقوووة دينك وآيمانك و عزيمتك وسبآقك لفعل الخير ..~
يـآربنـآ لكـ الحمـد ولكـ الشكـر كمـآ ينبـغـي لـجلآل وجـهـكـ و عـظـيـم سـلـطـآنكـ : )
لآ آلــه إلـآ أنــت سـبـحآنكـ أنــي كـنـت مـن الظــآلمــيــــن : )