السلام عليكم
~¤لحظات¤~
لحظة فرح:
ما أبهظ ثمن الفرح في هذا الزمان
وما أروع لحظاته
إنها كالغيث تنزل على صحراء أعماقنا العطشى
فتزهر كل المساحات القاحلة بنا
إنها تلوننا
تغسلنا
ترممنا
تبدلنا
تحولنا إلى كائنات أُخرى
كائنات تملك قدرة الطيران
فنحلق بأجنحة الفرح إلى مدن طال انتظارنا واشتياقنا لها
لحظة حزن:
الحزن.... ذلك الشعور المؤلم
وذلك الشعور المؤذي
وذلك الشعور المقيم فينا إقامة دائمة
فلا نغادره.. ولا يغادرنا
يأخذنا معه إلى حيث لا نريد
فنتجول في مدن ذكرياتنا الحزينة
ونزور شواطئ انكساراتنا
ونغفو.. نحلم بلحظة أمل تسرقنا من حزننا الذي لا ينسانا
ومن قلوبنا التي لا تنساه
لحظة حنين:
حنيننا..
إحساسنا الدافئ بالشوق
إلى إنسان ما
إلى مكان ما
إلى إحساس ما
إلى حلم ما
إلى أشياء كانت ذات يوم تعيش بنا ونعيش بها
أشياء تلاشت كالحلم
لكن مازال طعمها عالقاً بأفواه قلوبنا
ومازال عطرها يملأ ذاكرتنا
أشياء نتمنى أن تعود إلينا
وأن نعود إليها
في محاولة يائسة منا
لإعادة لحظات جميلة
وزمان رائع أدار لنا ظهره ورحل كالحلم الهادئ
لحظة اعتذار:
بيننا وبين أنفسنا هناك أشياء كثيرة نتمنى أن نعتذر لها
أشياء أخطأنا في حقها
أسأنا لها
ربما بقصد وربما بلا قصد
لكن بقي في داخلنا إحساس بالذنب
ورغبة قوية للاعتذار لهم
وربما راودنا الإحساس ذات يوم بالحنين إليهم
وربما تمنينا من أعماقنا أن نرسل إليهم بطاقة اعتذار
أو أن نضع أمام بابهم باقة ورد ندية
لحظة ذهول:
عندما نُصاب بالذهول
ندخل في حالة من الصمت
ربما لأن الموقف عندها يصبح أكبر من الكلمة
وربما لأن الكملة عندها تذوب في طوفان الذهول
فنعجز عن الاستيعاب
ونرفض التصديق
ونحتاج إلى وقت طويل كي نجمع شتاتنا
ولكي نستيقظ من غيبوبة الذهول
التي أدخلتنا فيها رياح الصدمة..
لحظة ندم:
ما طعم الندم؟
وما لون الندم؟
وما آلام الندم؟
اسألوا أولئك الذين يسري فيهم الندم سريان الدم
أولئك الذين أصبحت أعماق هم غابات من أشجار الندم
أولئك الذين يحاصر الندم مضاجعهم كالوحوش المفترسة
أولئك الذين يبكون في الخفاء كلما تضخّمت فيهم أحاسيس الندم
ويبحثون عن واحة أمان يسكبون فوقها بحور الندم
الهائجة في أعماقهم..
لحظة غضب:
في حالات كثيرة ينتابنا الغضب
فنغضب ونثور كالبركان
ونفقد قدرة التفكير
ويتلاشى عقلنا خلف ضباب الغضب
وتتكون في داخلنا رغبة لتكسير الأشياء حولنا
فلا نرى ولا نسمع سوى صرخة الغضب في أعماقنا
وكثيراً ما خسرنا عند الغضب أشياء كثيرة نعتز بها
وتعتز بنا
ثم نستيقظ على بكاء الندم في داخلنا..
علمتني الحياة
علمتني الحياة أن حياتــــي إنما كانت امتحانا طويلا
أنا راض بكل مـــا كتب الله ومزجي إليه حمدا جزيلا
أنا راض بكل صنف من الناس لئيما ألفيته أن نبيـــلا
لست أخشـــى من اللئيم أذاه لا ولن أسأل النبيل فتيـلا
فسح الله في فؤادي فلا أرضـى مـن الحب والوداد بديلا
في فؤادي لكل ضيف مكــان فكن الضيف مؤنسا أو ثقيلا
ضل من يحسب الرضا عن هوان أو يراه على النفاق دليــلا
فالرضا نعمة من الله لم يسعد بها من العباد إلا قليـــلا
علمتني الحياة أن لها طعمين مرا وسائغا معســــولا
فتعودت حالتيها قريـــرا وألفت التغيير والتبديـــلا
أيها الناس كلنا شارب الكأسين إن علقما وإن سلسبيــلا
نحن كالروض نضرة وذبولا نحن كالنجم مطلعـا وأفولا
نحن كالريح ثورة وسكونـا نحن كالمزن ممسكا وهطولا
نحن كالظن صادقا وكذوبـا نحن كالحظ منصفا وخذولا
علمتني الحياة أن الهوى سيل فمن ذا الذي يرد السيــولا
ثم قالت: والخير في الكون باق بل أرى الخير فيه أصلا أصيلا
إن تر الشر مستطيــرا فهوّن لا يحب اللــه اليئوس الملولا
وتظل الأيام تعرض لونيهــا على الناس بكرة وأصيـــلا
علمتني الحياة أني إن عشت لنفسي أعش حقيرا هزيـــلا
علمتني الحياة إني مهمـــا أتعلم... فلا أزال جهــــولا!!!